الجمعة، 9 يونيو 2017

تفسير سورة الكهف

بسم الله الرحمن الرحيم

#سورة_الكهف - ( تفسير السعدي )
من آية ( 58-60 )

��������

58- " قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا "
" هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ " فإنك شرطت ذلك على نفسك, فلم يبق الآن عذر, ولا موضع للصحبة.
" سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا " أي:  سأخبرك بما أنكرت عليَّ, وأنبئك بأن لي في ذلك من المآرب, وما يئول إليه الأمر. "

59- "أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " " أَمَّا السَّفِينَةُ " التي خرقتها " فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ " يقتضي ذلك الرقة عليهم, والرأفة بهم. " فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا " أي: كان مرورهم على ذلك الملك الظالم, فكل سفينة صالحة تمر عليه, ما فيها عيب, غصبها وأخذها ظلما, فأردت أن أخرقها, ليكون فيها عيب, فتسلم من ذلك الظالم.

60- " وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا "
" وَأَمَّا الْغُلَامُ " الذي قتلته " فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا " . وكان ذلك الغلام, قد قدر عليه, أنه لو بلغ, لأرهق أبويه طغيانا وكفرا.
أي: لحملهما على الطغيان والكفر, إما لأجل محبتهما إياه, أو للحاجة إليه يحملهما على ذلك. أي: فقتلته, لاطلاعي على ذلك, سلامة لدين أبويه المؤمنين, وأي فائدة أعظم من هذه الفائدة الجليلة؟!! وهو وإن كان فيه إساءة إليهما, وقطع لذريتهما, فإن الله تعالى سيعطيهما من الذرية, ما هو خير منه, ولهذا قال: " فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما "
" فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا " أي: ولدا صالحا, زكيا, واصلا لرحمه. فإن الغلام الذي قتل, لو بلغ لعقهما أشد العقوق, بحملهما على الكفر والطغيان.
��������

����لكم تحياتنا:
#واتساب_ذكرني
للإشتراك �� كلمة ( إشتراك أو ذكرني ) للرقم التالي :-
قناة #تليجرام_ذكرني : 
�� 00966560542050
أو أنضم إلى #تليجرام_ذكرني
telegram.me/zkrne2014
أو#مدونة_ذكرني
http://zkrne2014.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق