بسم الله الرحمن الرحيم
#سورة_الكهف - ( تفسير السعدي )
من آية ( 40-42 )
40- " ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا "
يخبر تعالى, عن عظمة القرآن وجلالته وعمومه وأنه صرف فيه من كل مثل.
أي: من كل طريق موصل إلى العلوم النافعة, والسعادة الأبدية, وكل طريق يعصم من الشر والهلاك.
ففيه أمثال الحلال والحرام, وجزاء الأعمال, والترغيب والترهيب, والأخبار الصادقة النافعة للقلوب, اعتقادا, وطمأنينة, ونورا.
وهذا مما يوجب التسليم لهذا القرآن وتلقيه بالانقياد والطاعة, وعدم المنازعة له, في أمر من الأمور.
ومع ذلك, كان كثير من الناس, يجادلون في الحق, بعد ما تبين, ويجادلون بالباطل " لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ " ولهذا قال: " وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " أي: مجادلة ومنازعة فيه, مع أن ذلك, غير لائق بهم, ولا عدل منهم.
والذي أوجب له ذلك, وعدم الإيمان بالله, إنما هو الظلم والعناد, لا القصور في بيانه وحجته, وبرهانه.
وإلا, فلو جاءهم العذاب, وجاءهم ما جاء قبلهم, لم تكن هذه حالهم, ولهذا قال: " وَمَا مَنَعَ النَّاسَ " إلى " قُبُلًا " .
41- " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا "
أي: ما منع الناس من الإيمان, والحال أن الهدى الذي يحصل به الفرق, بين الهدى والضلال, والحق والباطل, قد وصل إليهم, وقامت عليهم حجة الله.
فلم يمنعهم عدم البيان, بل منعهم الظلم والعدوان, عن الإيمان.
فلم يبق إلا أن تأتيهم سنة الله, وعادته في الأولين من أنهم إذا لم يؤمنوا, عوجلوا بالعذاب, أو يرون العذاب قد أقبل عليهم, ورأوه مقابلة ومعاينة.
أي: فيخافوا من ذلك, وليتوبوا من كفر, قبل أن يكون العذاب الذي لا مرد له.
42- " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا "
أي: لم نرسل الرسل عبثا, ولا ليتخذهم الناس أربابا, ولا ليدعوا إلى أنفسهم.
بل أرسلناهم يدعون الناس إلى كل خير, وينهون عن كل شر, ويبشرونهم على امتثال ذلك, بالثواب العاجل والأجل, وينذرونهم على معصية ذلك, بالعقاب العاجل والآجل, فقامت بذلك حجة الله على العباد.
ومع ذلك يأبى الظالمون الكافرون, إلا المجادلة بالباطل, ليدحضوا به الحق.
فسعوا في نصر الباطل, مهما أمكنهم, وفي إدحاض الحق وإبطاله.
واستهزءوا برسل الله وآياته, وفرحوا بما عندهم من العلم, ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون, ويظهر الحق على الباطل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " .
ومن حكمة الله ورحمته, أن تقييضه المبطلين المجادلين الحق بالباطل, من أعظم الأسباب إلى وضوح الحق وتبين شواهده وأدلته, وتبين الباطل وفساده, فبضدها تتبين الأشياء.
لكم تحياتنا:
#واتساب_ذكرني
للإشتراك كلمة ( إشتراك أو ذكرني ) للرقم التالي :-
قناة #تليجرام_ذكرني :
00966560542050
أو أنضم إلى #تليجرام_ذكرني
telegram.me/zkrne2014
أو#مدونة_ذكرني
http://zkrne2014.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق